تاريخ
الجودة
الحق أن لا احد يعلم على وجه اليقين متى بدأ الناس يفكرون فى الجودة, لكن
هناك دلالات كثيرة على أن فكرة الجودة بدأت مع بدء الخليقة,
فنجد مثلاً أن قدماء
المصريين وضعوا وحدة لقياس الاطوال و هى "الذراع الملكى" كما عرفوا
التبادل التجارى الذى اعتمد على مبدأ القبول و الرفض للسلع على اساس توصيف بسيط
يتفق عليه البائع و المشترى,
أما فى الحضارة
الاسلامية فنجد الحديث الشريف "المكيال مكيال أهل المدينة والوزن وزن أهل مكة" رواه أبو داود والنسائي, و فى الحديث تأصيل واضح لمنهج التوحيد القياسى, كذلك ورد فى الآثر "إن الله يحب اذا عمل احدكم عملاً أن يتقنه" و هو ما يجعل من اتقان العمل(الجودة) غاية عظيمة ترضى الله.
أما التاريخ الحديث للجودة فيشمل عدة مراحل هامة حتى وصلت الجودة لما هى عليه اليوم
*المرحلة الاولى
ما قبل الثورة الصناعية
مرحلة الصناعات اليدوية البسيطة حيث يتم تحديد معايير الجودة وفقا لرغبة
العميل و وجهة نظره و يتولى العامل نفسه الرقابة على الجودة مع تدقيق نهائى من
صاحب الورشة
الجودة مسئولية العامل
*المرحلة الثانية
بداية الثورة الصناعية
فى هذه المرحلة
ظهرت الآلة و ظهر المصنع كبديل للورشة و اصبح له هيكل تنظيمى كما زاد حجم الانتاج
و تحسنت الجودة كنتيجة لاستخدام الآلة, و فى هذه المرحلة لم تعد الرقابة على
الجودة مسئولية العامل ولكن اصبحت مسئولية
المشرف المباشر.
الجودة مسئولية المشرف
*المرحلة الثالثة
الادارة العلمية
فى مطلع القرن العشرين قام ”فريدريك تايلور“ بعدة دراسات للزمن و الحركة
بهدف خفض تكلفة الانتاج و تقليل الهدر, و فى هذه المرحلة ظهر مصطلح ”فحص الجودة“
الذى بموجبة تم سحب مسئولية الرقابة على الجودة من المشرف ليتولاها مفتشون مختصون
للعمل على مراقبة الجودة حيث تتم مطابقة المنتج مع معايير محددة مسبقاً للتحقق من
ان مستوى الجودة محافظ عليه باستمرار, و فى هذه المرحلة كانت الرقابة على الجودة
تهدف الى تحديد مدى الانحراف و تحديد المسئول عنه حتى تتم مجازاته ”رقابة
بوليسية“.
الجودة مسئولية المفتش
*المرحلة الرابعة
الرقابة الاحصائية على الجودة
ظهر اسلوب الانتاج
الكمى Mass Production فى 1931 حيث تم تنميط المنتجات و تقليل التنوع للحد من
اخطاء التصنيع و تسهيل الرقابة على الجودة, هذه النمطية سهلت استخدام اساليب
احصائية فى الرقابة على الجودة و منها اسلوب الفحص بالعينات Sampling
inspection
و يعد الامريكى إدوارد ديمنج Edward Deming رائد
الرقابة الاحصائية حيث قام بتطوير اساليب احصائية متعددة للوقوف على مستوى الجودة
المتحقق ثم انتقل بافكاره الى اليابان بعد الحرب العالمية الثانية فلاقى الترحيب و
التشجيع من الامبراطور فأسس منهج متكامل عن الرقابة الاحصائية مما ساعد المنتجات
اليابانية على غزو اسواق العالم.
*المرحلة الخامسة
توكيد الجودة
Quality Assurance
ظهر مفهوم توكيد
الجودة فى 1956 قائما على فكرة ان تحقيق هدف ”صفر معيب“ لا يمكن ان يتحقق الا
بالرقابة على جميع العمليات بداية من التصميم و حتى وصول المنتج الى العميل مما
يتطلب جهودا مشتركة من جميع الادارات المعنية
و يتبنى نظام
توكيد الجودة ثلاثة انواع من الرقابة
رقابة وقائية
رقابة مرحلية
رقابة بعدية
الجودة مسئولية الادارات المعنية
*المرحلة
السادسة
ادارة الجودة
الشاملة
فى 1970 طورت بعض
الشركات الامريكية اسلوب ”ادارة الجودة الاستراتيجية“ لمواجهة المنافسة الشديدة من
الشركات اليابانية و اصبحت الجودة و ارضاء العميل هى العوامل الاساسية التى تبنى
عليها استراتيجيات الشركة حتى تتمكن من الحفاظ على حصتها فى السوق فضلا عن اكتساب
اسواق جديدة, ثم تطور هذا الاسلوب فى 1980 حتى اصبح ”ادارة الجودة الشاملة“Total
Quality Management او TQM
حيث تم تفعيل
اسلوب توكيد الجودة و اضافة جوانب اكثر عمقا فى التعامل مع العملاء و الموردين,
و ترتكز ادارة
الجودة الشاملة على ثلاث محاور رئيسية
التركيز على ارضاء
العميل
مساهمة العاملين
فى المنظمة
التحسين المستمر
الجودة مسئولية الجميع
